النفس والانسان أم الانسان والنفس من الذي يؤثر على الاخر الانسان ام النفس ام هما معا عادة يكون الجواب كما قلنا في الجزء الاول بسيط وواضح اذ هو عموما جواب يملكه الجميع و قد يكون جوابا اخر بما انها ثنائية فإنه سيختار احدهما و لكل له في ذلك مبرارته أو حججه التي يدعم بها جوابه لكن يمكن ان تكون الصورة واضحة على العموم و لذلك نكمل ما بدأنا فيه في الجزء الاول من هذا الموضوع لنفكر فيها مرة اخرى لكن نفكر، فهل الانسان يملك نفسه ام النفس تتملك الانسان انها مسألة تطرح على عدة مستويات و إن الفصل فيها فصلا قطعيا و كشف الحقيقة باعتبارها قضية تبحث عن الحقيقة الفعلية التي تؤكد او تغير حقائق كثيرة منها ماهو معلوم متداول و منها ما قد يمثل نظرة جديدة او هو لمحات عن فكرة مختلفة نتتبعها رويدا رويدا حتى تكتمل الصورة النهائية الكلية التي يمكن ان تتحدد في هذا الجزء الثاني أو قد لا يكفيها ما يجعل الموضوع يحتاج الى اجزاء اخرى و لكن من أين ننطلق في هذا الجزء على ماذا سنركز فيه ، إنا اليوم سننطلق من الوازع الديني و هو احد اهم الاشياء التي تقتضي فتحها في هذا الموضوع كونها هي من تملك ربما الجواب او جزء مهم منه. و نعني الدين الضابط الاول و الاهم الذي يمكن من احكام زمام النفس بيد صاحبها ونعني بالدين دين الاسلام لانه الدين الذي بقي مضبوطا لم يحرف و لم يبدل و هو الدين الذي دائما ما يؤكد انه المعادلة الصحيحة لهذا العالم فهو الذي يمكن من ايجاد العالم المثالي دون ان نتعصب لأن البعض يرى الدين بعيد عن العلم و ان كل موضوع علمي نفتح عليه نافدة من الدين عادة ما تلقى عديد الاصوات التي تدعو الى تفريق العلم عن الدين و لكن الدين و العلم سواء يعني لا دين دون علم و لا علم دون دين و لانها ليست قضيتنا و لعلنا نخصص موضوعا بعنوان الدين و العلم لننظر الى هذه القضية ، و الدين و لانه هو المهمل و المعزول عن مرافقة الحياة و لانه اصبح الدين يكتفى به في المساجد و ينتهي الموضوع عند الخروج من المسجد فالدين مرافق للحياة بكافة تفاصيلها و الى ما جدوى قران فصل في كل شيء في أدق التفاصيل المتعلقة بحياة الانسان عامة و على وجه الخصوص الانسان المسلم ،إذا هذا الضابط كما أطلقنا عليه من اجل بلوغ الجواب او ايجاد الصورة الحقيقية المكتملة فالدين الاسلامي حتى و ان كان له معنيون به بالدرجة الاولى و هم المسلمون اجمعهم فإنه لا تقتصر حلوله على المسلم وحده و انما هو قانون لكل العالم و انه هو احسن مثال لعالم يريد المثل العليا لذلك ننطلق في موضوعنا هذا في جزئه الثاني من الدين و نقارن مع ما سبق في الجزء الاول الذي انطلقنا من الفلسفة و طرحها الحيواني ان جاز التعبير . فالنفس كما بينها الدين هي ثلاث كما هو معروف نفس امارة بالسوء و نفس لوامة و النفس المطمئنة .